لقدد أجبرتَ على قضاء عدة أسابيع في المنزل منذ إصدار التوجيهات الحكومية بضرورة البقاء في المنزل. كان الأسبوعان الأولان رائعين، فقد قضيتَ أخيرًا وقتًا ممتعًا مع عائلتك. كانت تلك الفترة في البداية بمثابة استراحة سريعة شعرت خلالها بسعادةٍ بالغةٍ. لكن استمرار تدابير الإغلاق ربما يكون قد أثار بداخلك أسئلة عديدة: متى تعود الحياة إلى طبيعتها؟ هل ستُصبح الحياة آمنةً مرةً أخرى؟ ستساورك هذه التساؤلات سريعًا، وإذا لم تتوخى الحرص فقد تجد نفسك غارقًا في عالم من الشك وعدم اليقين. وتجنبًا لذلك، داوم على القراءة لمعرفة بعض الطرق والحيل الإبداعية التي قد تساعدك في إراحة بالك والبقاء منشغلًا خلال تلك الفترة.
الجانب العلمي
تناول الباحثون في السنوات الأخيرة وأثبتوا مدى التأثير الإيجابي للإبداع على الصحة العقلية والنفسية. ومن أبرز هذه التأثيرات تحسين الحالة المزاجية والتخفيف من القلق وتحسين وظائف المخ وتعزيز الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض. وعندما نسلك سبيل الإبداع، فإننا ندخل في حالة تُسمى التدفق الذهني، التي تجعلنا ننسى مؤقتًا "العالم الخارجي"، وهنا ينخفض معدل ضربات قلبك ويُصبح عقلك مركزًا وفي أوج نشاطه. وبعيدًا عن الفوائد المباشرة للتدفق الذهني، تُحفز الأفكار الإبداعية المتكررة مراكز المكافأة في أدمغتنا لإفراز الدوبامين، وهي مادة كيميائية تساهم في "تحسين المزاج والشعور بالسعادة". ويعمل الدوبامين كمضاد طبيعي للاكتئاب ويُحسن حالتك المزاجية ويحفزك على القيام بالمزيد من الأعمال.
المبدعون
قبل أن نتعمق أكثر في الموضوع، دعونا نُبدد الأسطورة الشائعة المتمثلة في أن الإبداع يقتصر فقط على المبدعين. بالطبع، ثمة أشخاص يتمتعون بموهبة فطرية في الإبداع، ولكن ذلك لا يُقيد أو يعيق أي شخص آخر عن الإبداع أو السعى نحو الإبداع. ولا ينصب التركيز عندما نتطرق إلى الإبداع والصحة العقلية على مدى إيجابية النتائج فقط، وإنما يكون التركيز على عملية الوصول إلى النتائج المرجوة. لذا، تخلص من الحواجز التي تُعيقك وأطلق العنان لبيكاسو الذي بداخلك (أو همينغوي أو ميكيلانجيلو أو أي من المبدعين العظام).
وسائل الإبداع
ثمة العديد من الوسائل المستخدمة للتعبير عن الذات بشكلٍ إبداعي. وفيما يلي بعض من هذه الوسائل التي يمكنك القيام بها في المنزل بكل سهولةٍ ويسرٍ: