من المسؤول عن توعية الأطفال بقيمة المال؟
هل ينبغي تعليمهم قيمة المال في المدارس، حيث يتلقون الكثير من تعليمهم اليومي؟ أم هل يتعين على الآباء (ممن قد يتمكنون من تدبير أمورهم المالية في حياتهم) أن يتولوا مسؤولية غرس قيم التمويل الشخصي في أطفالهم؟
يقول جريج مورست، مخطط مالي معتمد، أنه ينبغي بالتأكيد مناقشة هذا الموضوع في المدرسة، لكن البيت يمثل بيئة مثالية لتوعية الأطفال بقيمة المال.
لماذا؟ لأنه يمكن تطبيق نظريات المال والدروس المتعلقة به في المنزل، حيث يقول مورست: "يوجد لديك الأشخاص الذين يحتاجون إلى التعلم ومصدر المال تحت سقفٍ واحد"، ويضيف "لن يعطيك معلمك في المدرسة مالًا."
هل أنت مستعد لتقديم – أو للاستفادة من – دروس حول كيفية إدارة الأموال لأطفالك؟ يمكن أن تساعد نصائح الخبراء التالية في التحدث إلى الأطفال عن الأمور المالية في كل مرحلة من مراحل نموهم ومشاركة التوجيه الإرشادي الذي يصب بالفعل في مصلحة المنزل.
نصيحة دائمة
يكمن أحد أهم جوانب توعية الأطفال بقيمة المال في إعداد دروس تتناسب مع أعمارهم عن طريق عرض المفاهيم بطرق ذات تأثير ويمكن فهمها، ولكن كما هو الحال مع أغلب دروس الحياة، تُعد بعض هذه الاستراتيجيات مناسبة لجميع الأعمار.
يقول مورست: "أعتقد أن الكثير من الآباء يرتكبون خطأ واحدًا، والذي يتمثل في إعطاء أولادهم المال دون أي قيود أو شروط"، حيث يشعر مورست أن مجرد منح المال للأطفال قد يشوش قدرتهم على فهم كيفية جني المال".
يقترح مورست، وهو أب لستة أبناء، قبل أن تمنح المال إلى أطفالك، فكر فيما يمكنهم فعله لكسب المال. هل يريدون 50 درهمًا للذهاب إلى السينما؟ عندئذٍ اطلب منهم غسل الأطباق مقابل المال.
توجد طريقة تفكير أخرى مناسبة لجميع الأعمار: حدد ما الذي يحفّز طفلك، تنصح بذلك ميلودي بيل، الحاصلة على درجة الدكتوراة، والرئيس التنفيذي والمؤسسة لإحدى المنظمات غير الربحية التي تقدم دروسًا للناس تتعلق بالرفاهية المالية.
تنصح بيل قائلًة: "يتمثل الأمر المهم الذي يجب تذكره في أن تكون الدروس أكثر فعالية عندما تكون ذات صلة بالشخص الذي يتعلمها،" وتضيف: "انتبه لما يحدث في حياة طفلك وما يحفزه، وابحث عن الدروس المالية التي تتماشى مع دروس الحياة التي نمر بها جميعًا عندما نكبر وننضج."
وبصرف النظر عما يحفز طفلك، يوافق جميع الخبراء على أنه كلما تحدثت مبكرًا مع أطفالك عن قيمة المال، كان ذلك أفضل.
من عمر 4 إلى 6 سنوات
الدروس: التمييز بين الاحتياجات والرغبات، وتبادل السماح باتخاذ الإجراءات.
يعتقد بعض الآباء أن مرحلة ما قبل المدرسة إلى الالتحاق بروضة الأطفال مبكرة جدًا على مناقشة الأمور المالية، ولكن أطفالك يتعلمون بالفعل بعض الأمور الأساسية المهمة مثل الرغبات مقابل الاحتياجات.
يقول آندي هيل: عشت أنا وزوجتي بالفلسفة التي تقول كلما تحدثت مع أطفالك مبكرًا عن المال، كان ذلك أفضل. "إذ أدركنا أن العادات المالية تتشكل بعمر 7 سنوات، كنا نعلّم أطفالنا دروسًا تتعلق بشؤون المال بعمر 4 سنوات".
استخدم هيل وزوجته متجر البقالة وتجارب التسوق الأخرى بمثابة وسيلة لتعليم صغيريهما، اللذان يبلغان الآن من العمر 5 و 7 سنوات، عن الفرق بين الاحتياجات والرغبات.
يقول هيل مازحًا: "نحن بحاجة إلى الملابس والماء والطعام، ولكننا لا نحتاج إلى حزمة من بطاقات اللعب التي يتبادلها الأطفال فيما بينهم، على الرغم من أنها قد تكون رائعة".
في حين أنه قد يبدو أطفالك في مرحلة ما قبل المدرسة ومرحلة روضة الأطفال صغارًا للغاية على أن تبدأ معهم الحديث عن قيمة المال، إلا أنهم في هذه السن يمكن أن ينفذوا بعض الأفعال في سياقها المناسب بسهولة (مثل العمل الروتيني المنزلي) مقابل المال وكذلك تبادل المال مقابل شيء يرغبون في الحصول عليه. تتمثل القاعدة الأساسية التي يتبعها هيل في "دفع" 4 درهم إماراتي سنويًا، لذا سيجني ابنه البالغ من العمر 7 سنوات 28 درهم إماراتي بإنجاز ثلاثة إلى خمسة أعمال منزلية مناسبة لعمره.
وبمجرد أن يحصل أطفاله على أجرهم، يطلب هيل منهم تخصيص 10٪ في عبوات التبرع، ويُتاح لكل طفل مرة كل ثلاثة أشهر اختيار مؤسسة خيرية للتبرع بأمواله، وعندئذٍ سيقدم هيل وزوجته مبلغًا يضاهي تبرع أطفاله. كما يحرص الزوجين على جعل أطفالهم يدخرون 10٪ من أموالهم.
عندما يبدأ أطفالك بفهم المفهوم العام للمال، تتمثل الخطوة التالية في أن تدعهم يتخذون القرارات.
من عمر 7 إلى 10 سنوات
الدروس: التفكير الريادي والسماح للطفل باتخاذ القرارات.
من المهم أن تبدأ في معرفة ما الذي يحفز طفلك وتسخر هذه الدوافع لكسب المال والتوفير والإنفاق. يتمثل المثال التقليدي على ذلك في الرجوع إلى النقطة السابقة لمورست وهي عدم منح المال لطفلك ببساطة، وتشجيعه بدلًا من ذلك على كسب المال وادخاره لشراء أشياء أو تجارب يحتاجها. واستخدمت بيل هذه التقنية مع بناتها.