احتفال مبهج بليلة مباركة

تتمتع الإمارات العربية المتحدة بتراث أصيل وتقاليد عريقة دأب الإماراتيون على اتباعها والاحتفاء بها جيلاً بعد جيل، حيث يحرص المواطنون وحتى المقيمون في الإمارات على إحياء التراث الإماراتي الأصيل بتطبيق عاداته ونقل الموروث الشعبي وقصصه الشيقة للأجيال القادمة.

وتُعتبر ليلة النصف من شعبان، والتي تُعرف في الإمارات باسم حق الليلة، أحد أهم هذه المناسبات المحلية، وهي أيضًا من الطقوس الإسلامية المتبعة في الدول العربية المجاورة، وإن كانت تُعرف بأسماء مُختلفة.

متى يتم الاحتفال بحق الليلة؟

يحتفل الإماراتيون بأغلب مناسباتهم وأعيادهم وفقًا للتقويم الإسلامي الهجري، ويوافق حق الليلة يوم 15 من شعبان، وهو الشهر الثامن من السنة الهجرية، ويعقبه شهر رمضان المعظم، ويبدأ الاحتفال بهذه المناسبة ليلاً بعد غروب الشمس.

ما المميز في حق الليلة؟

يجوب الأطفال في هذه المناسبة بين المنازل، ويتنقلون من منزلٍ إلى أخر وهم يدندنون "عطونا حق الليلة"، والتي تعني أعطونا المال من فضل هذه الليلة المباركة"، وهو حدث ديني وروحاني جليل ومبهج يتهيئ به المسلمون لاستقبال شهر رمضان المعظم.

ويجسد هذا الاحتفال روح الكرم والتسامح، ويغرس في نفوس الأطفال قيمة العطاء والتراحم بين المجتمع الواحد، حيث يتجمع الكل سويًا للاحتفال معًا.

الآن هلم بنا نتعرف على الجزء "الممتع"، وهو كيف يتم الاحتفال بحق الليلة

يلعب الأطفال دورًا هامًا في هذه الأمسية التقليدية، التي تستلهم أجواءها المميزة والمبهجة من شغف الأطفال بالاحتفال، فيرتدون اللباس الإماراتي التقليدي ويحملون أكياس قماشية بينما يتنقلون من منزل إلى آخر وهم يرددون الأهازيج باللغة العربية:

"عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يودّيكم" ويُقصد بها "اعطونا شيئًا كي يثيبكم الله وينعم عليكم بزيارة مكة"

ويكافئ الجيران حماسهم بمنحهم السكاكر والحلوى المحلية ليملئوا أكياسهم القماشية، وتنتهي الليلة غالبًا بالأطفال جالسين ومستمتعين بالحلوى التي جمعوها.

كما يُشارك الكبار في الاحتفالات أيضًا، فتجتمع أغلب العائلات ويتزاور الأقارب والأصدقاء الآخرين ليُهنئوا بعضهم البعض بهذا اليوم المبارك.

وبسبب لوائح السلامة الخاصة بكوفيد-19 هذا العام، ستكون الاحتفالات ذات طابع منزلي أكثر. ربما لا يروق لأغلبنا تفويت هذه المناسبة دون الاحتفال مع الجيران والمجتمع بأكمله، لكن لا يزال بإمكاننا الاستمتاع بهذه الليلة بطرق أخرى، حيث يمكن للأطفال ارتداء ثيابهم وجمع الحلوى من أفراد العائلة بدلاً من المنازل المجاورة، كما يمكن للكبار تهنئة الأقارب والأصدقاء من خلال مكالمات الفيديو التي يمكن أن تضفي أجواء من البهجة على هذه المناسبة، وهذا فقط إلى أن يُصبح الوضع آمنًا لمعاودة الأنشطة الاجتماعية واللقاءات المباشرة.

نأمل بأن تستمتع أيضًا بحق الليلة وأنت مرتاح في منزلك، وأن تكون ليلة سعيدة ومميزة بالنسبة لك

لا تنس مشاركة هذا المقال مع أصدقائك أو أفراد عائلتك الذين يسألون دومًا عن هذا التقليد، ولا يعرفون عنه الكثير.