في منشورنا السابق حول عملة البيتكوين (Bitcoins)، تناولنا بإيجاز مفهوم البلوكشين (Blockchain)، وأوضحنا أنه مثل الطريقة التقليدية للمحاسبة ومسك الدفاتر، فإن تقنية البلوكشين هي عبارة عن دفتر أستاذ متاح على النطاق العام لتسجيل جميع معاملات البيتكوين، حيث تعمل شبكة لامركزية من المعدنين (ما يعادل المحاسبين في عملية مسك الدفاتر) على التحقق من المعاملات قبل تسجيلها على تقنية البلوكشين.
يمكن أن يساعد تفصيل هذا المثال في التعرف على مفهوم البلوكشين بشكل أفضل. لنفترض أنك (والمصطلح المستخدم في تقنية البلوكشين هو "العقدة") تحتفظ بملف معاملات على جهاز الكمبيوتر الخاص بك (هذا الملف هو دفتر الأستاذ). وفي المقابل، يحتفظ عشرة محاسبين مختلفين (وهؤلاء هم المعدنين الذين يخدمون شركتك) بنفس الملف على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم (وهنا يصبح دفتر الأستاذ متاحًا على النطاق العام) الآن، لنفترض أنك أجريت معاملة جديدة تتضمن تحويل 10,000 درهم إماراتي إلى زميل عمل. هنا يقوم جهاز الكمبيوتر الخاص بك بإرسال رسالة بريد إلكتروني إلى كل من هؤلاء المحاسبين لإبلاغهم بهذه المعاملة. ثم يحاول كل محاسب التحقق من هذه المعاملة وفحصها بهدف الحكم على صحة هذه المعاملة – بمعنى هل يمكنك بالفعل إجراء هذا التحويل؟ هل يتوافق مع رصيدك السابق؟ في هذا الحالة، فإن المحاسب الذي يتحقق أولاً من المعاملة يربح حافزًا (يتم الدفع له حاليًا في شكل عملة مشفرة من نفس طبيعة عملات البيتكوين). وبعد إكمال عملية التحقق من صحة المعاملة، يتم تسجيل المعاملة داخل تقنية البلوكشين (دفتر الأستاذ).
الآن، من الواضح أن تقنية البلوكشين تتجاوز مجرد تداول العملات المشفرة، بمعنى أنها يمكن أن تغطي العقود والسجلات وغيرها من المعلومات ذات الطبيعة المماثلة. هذه الإمكانات هي السبب الرئيسي لجذب الانتباه إلى هذه التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم. وفيما يلي 3 مجالات عامة يمكن أن تكشف لك كيف أن تقنية البلوكشين يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تسهيل حياتك:
الخدمات المصرفية والمالية: إحدى الفوائد المباشرة لتبني تقنية البلوكشين في الخدمات المصرفية هي خفض تكاليف المعاملات وتنفيذها بدرجة أعلى من الأمان.
التعليم: في تصريحها الصادر في سبتمبر 2017، أعلنت حكومة مالطا عن إطلاقها مشروع تجريبي يستكشف إمكانية إصدار شهادات تعليمية عبر تقنية البلوكشين. ومن المتوقع أن يتضمن المشروع، الذي يُدار بواسطة تقنيات التعلم الآلي، إصدار الدبلومات وشهادات التدريب وبيانات المعادلة والاعتماد من خلال تقنية البلوكشين، مما يوفر سهولة الوصول والأمان وإمكانية التحقق من الصحة.
الرعاية الصحية: لا يمكن التقليل من أهمية مثل هذه التقنية عندما يتعلق الأمر بالرعاية الصحية، إذ يمكن لتقنية تقنية البلوكشين تبسيط مشاركة السجلات الطبية، وحماية البيانات الحساسة، وتزويد المرضى بمزيد من التحكم في معلوماتهم. ويمكن أن تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في سد الفجوة بين الرعاية الصحية والتأمين، مما يجعلها أكثر سلاسة وكفاءة في هذا المجال.
وما سبق ليس سوى عدد قليل من الصناعات التي تتبنى بالفعل تقنية تقنية البلوكشين أو يمكن أن تستفيد منها. تشهد التكنولوجيا براعة غير مسبوقة في إصلاح الطرق التقليدية للعمل باستخدام بديل أفضل وأسرع وأكثر أمانًا.
محتوى حصري لسيتي من ويلث مينتور. الآراء الواردة هنا لا تعبر سوى عن وجهة نظر المؤلفين ولا تمثل بالضرورة وجهات نظر سيتي بنك الإمارات أو تعكسها.