فقط عندما بدت الأمور وكأنها خفتت وبدأنا في التأقلم مع الوضع الطبيعي الجديد، جعلتنا الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) نعود أدراجنا من جديد إلى بيوتنا. هل كنت على وشك وضع خطط للسفر؟ ربما وضعتها بالفعل واضطررتُ إلى إلغائها بآخر لحظة. هل تشعر بأنك عالق وتتمنى أن تغلق عيناك وتُنقل إلى بلدٍ أخرى؟
حسنًا، أحيانًا تكون السجادة السحرية التي تحتاجها متواجدة بالفعل في منطقتك ــ حرفيًا.
يُعتبر حي الفهيدي التاريخي المعروف محليًا باسم البستكية أو حي البستكية كنزًا دفينًا من التاريخ يقع بين خور دبي وبر دبي. ويُعد أقدم منطقة سكنية قائمة في دبي، ويمتلئ بالمباني رملية اللون التي يعود عمرها إلى قرن من الزمان وتُذكرنا بدبي القديمة قبل الاتحاد. وتُعتبر البستكية الآن وجهة سياحية شهيرة تضم العديد من المتاحف والمقاهي والمعارض الفنية التاريخية الغنية والتراث الثقافي لدبي. وبالتأكيد قضاء بضع ساعات في هذا الحي يلهم افكارك ويرضي رغبتك حول اكتشاف الجديد.
نبذة تاريخية
شُيٍّد حيّ البستكية في تسعينيات القرن التاسع عشر بواسطة مهاجرين من التجار الفارسيين الذين أتوا إلى دبي من بلدة تُدعى بستكية في إيران. استقر هؤلاء التجار الذين فروا من الاضطهاد في موطنهم الأصلي في دبي، حيث ينعمون بالإعفاءات الضريبية والفرص التجارية الأخرى المقدمة في المنطقة. وبعد أعمال تجديد بعض المباني في ثمانينيات القرن العشرين، قررت حكومة دبي الحفاظ على المنطقة كموقع تراثي، وتم إجراء أعمال ترميم واسعة النطاق في بداية القرن الحادي والعشرين قبل أن يُفتتح الموقع للزوار.
أمور ينبغي فعلها
التجول داخل هذه المنطقة التاريخية الخلابة يمثل استراحة قصيرة من النمط المعماري العصري الخرساني الذي تشتهر به دبي. سافر عبر الزمن وأنت تتجول بين الممرات الضيقة المتعرجة والأزقة، واستكشف العمارة التاريخية الفارسية والزخارف المصنوعة من المرجان والطين والجبس وخشب النخيل. انظر للأعلى بينما تمشي، وتأمل أبراج الرياح - "تكيفات الهواء" في الماضي - المثبتة على المنازل القديمة. تجول في المتاحف والمعارض الفنية التراثية الغنية بالتاريخ والثقافة الإماراتية.
ومن أشهر المعالم الموجودة هناك حصن الفهيدي، وهو معلم تاريخي وحضاري أصيل، فضلا عن أنه يحتضن متحف دبي. شُيٍّد الحصن في القرن الثامن عشر، ويعتبر أقدم مبنى في دبي. وكان يُستخدم في الأصل كمركز للدفاع وكذلك مكتب ومقر إقامة حاكم دبي. وفي عام 1971، تم تحويله إلى متحف دبي، ويضم الآن التحف الأثرية القديمة وآثار أسلوب الحياة القديم. المكان الآخر الجدير بالزيارة هو المسجد الكبير. بُني في الأصل عام 1900، وفي عام 1960 هُدّم وأُعيد بناؤه، ثم أُعيد بناؤه مرة أخرى في عام 1998. يسع المسجد 1,200 مصلٍ، وأصبح مركز جذب سياحي للمسلمين وغير المسلمين في كافة أنحاء العالم.