لا بد وأنك قد مررت سابقًا بتجربة قضم الأظافر، ووجع الأمعاء، وعدم القدرة على الحركة. أنت تعرف ما تريد القيام به، وما عليك فعله، ولكنك غير قادر على تجاوز الحواجز الموجودة فقط في عقلك. ربما تكون قد فشلت في تحقيق ذات الهدف من قبل، أو ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي تحاول فيها. في كلتا الحالتين، أنت تصارع ذلك الصوت الآتي من رأسك والذي يخبرك أنه لا يمكنك القيام بذلك، أو أنك لست مؤهلا بما يكفي، وليس لديك ما يلزم من مهارات أو موهبة أو حتى قدر بسيط من الحظ؛ وماذا سيقول عنك الناس إذا لم ينجح الأمر؟ وكيف سيكون ردك عليهم؟
الأتيكيفوبيا (Atychiphobia)، أو رهاب الفشل، هو خوف حقيقي وقوي يمنع الناس في كثير من الأحيان من الارتقاء إلى أقصى إمكاناتهم. يمكن أن يعيقك رهاب الفشل عن اتخاذ خطوات هامة في حياتك، أو عن ممارسة أنشطتك اليومية، ومن ثم تقييد قدرتك على الإبداع ودفعك إلى عدم الرغبة في الإقدام حتى على المخاطر المدروسة بعناية. من البديهي أن نعاني جميعًا من العديد من المخاوف، لكن الخوف من الفشل هو أحد تلك المخاوف التي يمكن تجاهلها أو التغلب عليها بسهولة. وإليك الطريقة:
الاعتراف
الخطوة الأولى للتغلب على الخوف من الفشل هي الاعتراف به والإقرار به كأمر واقع، وهذا في حد ذاته يتيح لك إيجاد مبرر مقبول للخوف من الفشل، ويمكّنك من التعامل معه بموضوعية، كما لو كنت تساعد شخصًا آخر في التعامل معه. وإلى جانب الاعتراف بالخوف من الفشل باعتباره حالة شائعة، ينبغي عليك أيضًا التوصل إلى تحليل دقيق للشيء الذي تخاف منه في سياقه الطبيعي، لأن هذا أمر بالغ الأهمية للتغلب على الخوف والمضي قدمًا في تحقيق أهدافك.
التحليل
الخطوة التالية هي أن تقوم بتحليل الخوف بهدف إيجاد سببه. في بعض الأحيان ينشأ الخوف من الفشل كنتيجة لنمط التربية في مرحلة الطفولة. بمعنى، إذا نشأ الشخص في بيئة يشيع فيها انتقاد/معاقبة الأطفال على الأخطاء الصغيرة، فمن الممكن أن يظل هذا النمط عالقًا في ذهن الطفل حتى مرحلة البلوغ. يمكن أن يكون الخوف من الفشل أيضًا ناشئًا عن شخصية تسعى إلى الكمال. بمعنى أدق، يمكن أن تؤدي الرغبة في أن يكون كل شيء مثاليًا إلى اتخاذ مواقف تعوق تحقيق الأهداف، بحيث يميل المرء بدلاً من السعي لتحقيق نتائج إيجابية، إلى تجنب النتائج السلبية. وثمة سبب آخر محتمل للخوف من الفشل، وهو خوض تجربة مريرة مع الفشل في الماضي. أيًا كانت الحالة، عبِّر عن أسباب خوفك، لأن مجرد الإفصاح عنها في بعض الأحيان يمكن أن يجعل التعامل مع الخوف يبدو أسهل مما كنت تظن.
تصرف
اتخذ خطوات عملية لمعالجة أسباب خوفك. اسأل نفسك، "هل هذا الخوف صحيح؟" يمكن أن يكون الخوف غير منطقي، رغم أنه قد يكون مبررًا في بعض الأحيان. على سبيل المثال، الخوف من الفشل عند التفكير في تغيير المهنة هو أمر مبرر. ربما أنك تعمل مصرفيًا وقررت أن تجرب نفسك في التصميم الداخلي. ولكن تذكر أن التعليم/التدريب الذي حصلت عليه هو الذي منحك مع خبرتك المهارات المطلوبة والثقة للنجاح كمصرفي، لذا حاول الحصول على التعليم / التدريب اللازم للعمل كمصمم داخلي. بعد ذلك، إحرص على اكتساب الخبرة عن طريق التطوع لتصميم مساحات لأصدقائك وعائلتك. بمرور الوقت ستزداد ثقتك بنفسك وستجد أنك لم تعد خائفًا.
إذا كان سبب خوفك هو تجربة سابقة مع الفشل، أو كنت شخصية تسعى إلى الكمال، فينبغي ان تسعى لتغيير طريقة التفكير هذه. في بعض الأحيان، يمكن تغيير طريقة التفكير عبر بعض الأساليب البسيطة والفعالة، مثل ممارسة التفكير الإيجابي وإعادة صياغة ما يعنيه الفشل بالنسبة لك. وللقيام بذلك، يمكنك اللجوء إلى أساليب التعزيز الإيجابي من خلال قراءة كتب تعالج مسألة الخوف من الفشل، والحصول على التشجيع من الأصدقاء والعائلة، وما إلى ذلك. تعرف على الأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة. تمتلئ الإنسانية بأمثلة لأشخاص مشهورين بالنجاح بدأوا مسيرتهم بالفشل. لذا، فإن القراءة عنهم وعن تجاربهم يمكن أن تعزز ثقتك بنفسك. إذا كانت إخفاقاتك في الماضي تقف عائقًا أمامك، فلربما ينبغي عليك أن تتعلم كيفية الفصل بين الأحداث في حياتك، وتذكر أن فشلك في تحقيق شيء ما في الماضي لا يجعلك فاشلاً.
ومع ذلك، إذا كان الخوف الذي تشعر به عميقًا حقًا ولا يمكنك التحرك إلى الأمام، ففكر في معالجة مخاوفك بمساعدة مدرب / معالج متخصص.
خذ زمام المبادرة
في بعض الأحيان، قد تكون الوسيلة الأفضل للمضي قدمًا هي تطبيق المقولة المعروفة لإحدى العلامات التجارية الرياضية الشهيرة: فقط إفعلها دون تردد. قسّم هدفك إلى أنشطة أصغر ثم تعامل مع الهدف الأول. تكملةً على مثالنا السابق لتحويل المسار الوظيفي من الخدمات المصرفية إلى التصميم الداخلي، يمكن أن تكون الخطوة الأولى هي تأسيس شركة. يمكن أن تدفعك رؤية رخصة تجارية تحمل اسم شركتك إلى الانتقال إلى الخطوة التالية في قائمة أهدافك، وقبل أن تدركها، ستكون قد حققت الهدف.