إذا لم تكن خبيراً مالياً، فقد تبدو مصطلحات الاستثمار معقدة وغامضة، بسبب الألفاظ والمصطلحات الطنانة. قد لا تنتبه عندما تسمع مستشارك المالي يذكر كلمة "رسملة السوق" أو لعلك من الذين يغيرون قناة التلفزيون عندما تظهر أخبار الأعمال. لكن مفاهيم عالم المال والتمويل أبسط مما تتخيل، حتى أنك قد تندهش من أن الشخص العادي يتعامل معها بصفة يومية. لذا، تهدف سيتي إلى تبسيط الاستثمار حتى يتمكن أي شخص من الشروع في رحلته الاستثمارية مبكراً. وتهدف سلسلة حلقات تبسيط الثروة إلى شرح مفاهيم الاستثمار عن طريق تزويدك بالمعلومات الصحيحة عندما تحتاج إليها. لنبدأ باستثمار القيمة.

السعر مقابل القيمة الجوهرية

هل سبق لك أن مررت بسلعة في متجر ودققت فيها مرة أخرى لأنك لم تصدق السعر؟ ربما أن المتجر يقوم بتخفيضات (تخفيضات حقيقية، وليس مجرد "تراجعاً في الأسعار"). ربما تكون على دراية بطبيعة السلعة وجوهرها وتعلم أن السعر المعروض أقل بكثير من قيمتها. ولا شك أنك ستقوم عندها بإجراء تحرياتك الخاصة للتأكد من أن السلعة أصلية ثم تدفع ثمنها لصاحب المتجر، وستخرج بعدها من هذا المتجر مبتهجاً وأنت لا تصدق كم أنت محظوظ باقتناء هذه السلعة القيّمة بسعر مخفض

ما هو استثمار القيمة؟

يرسم السيناريو أعلاه صورة مبسطة لاستثمار القيمة - شراء سلعة من خلال عرض تخفيضات لأنك تعتقد أن قيمتها الجوهرية أعلى من السعر المعروض. في عالم الاستثمار، يتم تحديد سعر الأصل من قبل السوق. ومع ذلك، قد لا يكون السوق دقيقاً دائماً في تحديد السعر، مما يعني أن السعر المعروض قد لا يعكس دائماً قيمة الأصل. في حالة سوق الأوراق المالية، قد نجد أن أسهم شركة مقوّمة بأقل من سعرها بالنسبة لأداء الشركة ونطاقها. عندما يشتري المستثمر تلك الأسهم معتقداً أن قيمتها السوقية سترتفع في نهاية المطاف، فهذا هو تحديداً ما يسمى استثمار القيمة. ببساطة، الاستثمار في القيمة هو استراتيجية استثمارية تنطوي على إيجاد أصول مسعرة بأقل من قيمتها الجوهرية وشرائها مع توقع أن سعرها سيرتفع في نهاية المطاف إلى مستوى يعكس قيمتها الحقيقية.

فوائد ومزايا استثمار القيمة

يعتبر وارن بافيت، وهو أحد أغنى المستثمرين وأكثرهم نجاحاً في العالم، من أبرز مؤيدي إستراتيجية استثمار القيمة. وإليه تنسب المقولة الشهيرة: "إن شراء شركة رائعة بسعر مناسب أفضل بكثير من شراء شركة مناسبة بسعر باهظ". بعبارة أخرى، يرى وارن بافيت أن العثور على شركات قوية مقومة بأقل من قيمتها "مؤقتاً" هو مفتاح نجاح الاستثمار طويل الأجل. الآن، إليك بعض مزايا الاستثمار في القيمة:

1. 1. الربحية: شراء الأصول بأقل من قيمتها الحقيقية هو وسيلة فعالة للغاية لكسب عوائد كبيرة على المدى الطويل. ونظراً لأن هذا النهج يعتمد على تحديد واختيار الأصول القيّمة "ذات القيمة المخفضة" مؤقتاً، فإنه يمنحك الفرصة لامتلاك أسهم غير مكلفة نسبياً من الشركات التي أثبتت جدواها والتي من المحتمل أن تتفوق على نظرائها في المستقبل.
2. 1. 1.1 قوة المضاعفة: يستطيع مستثمرو القيمة في سوق الأوراق المالية تحقيق المزيد من الأرباح عن طريق إعادة استثمار أرباح الأسهم والعوائد التي تم جنيها من الشركات ذات القيمة. بهذه الطريقة، تولد أرباحك مزيداً من الأرباح، دون أي عمل إضافي من جانبك.
3. 2. أقل خطورة نسبياً: عادةً ما تكون جميع الاستثمارات مرتبطة بنسبة معينة من المخاطر. لكن الاستثمار في القيمة ينطوي على تقلبات أقل في السوق مقارنة باستراتيجيات الاستثمار الأخرى قصيرة الأجل. ومن أبرز الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى خسائر في سوق الأوراق المالية هو محاولة تحديد وقت شراء أو بيع الأسهم بدقة على المدى القصير. ومن خلال التركيز على الشركات ذات الأداء القوي والميزة التنافسية طويلة الأجل، يمكن لمستثمري القيمة التخفيف من المخاطر وتحقيق عوائد قوية بمرور الوقت.من المهم أن نلاحظ هنا أن استثمار القيمة يتطلب التحلي بالصبر ونظرة طويلة الأجل. قد يكون من الأفضل للأشخاص الذين يتطلعون إلى جني الفوائد بسرعة اختيار استراتيجية استثمار مختلفة.

كيف تبدأ الاستثمار في القيمة

الآن بعد أن عرفت ما هو استثمار القيمة ولماذا أنه يُعد استراتيجية استثمار مفيدة، قد تتساءل عن كيفية البدء في رحلتك الاستثمارية، وكيف تعثر على الأسهم المقومة بأقل من قيمتها؟ أفضل شيء لبداية جيدة هو إلقاء نظرة على البيانات المالية للشركة لتقييم وضعها المالي، بالإضافة إلى معرفة السعر الحالي لسهمها بالنسبة إلى أرباحها وتدفقاتها النقدية ومقاييس أخرى. عليك أيضاً أن تدرس الوضع التنافسي للشركة وأي عوامل محتملة يمكن أن تدفع سعر السهم إلى الأعلى، مثل إطلاق منتج مرتقب أو تغيير في الإدارة. بالطبع، الاستثمار في القيمة ليس مضموناً دائماً، فهنالك احتمال أن تخسر أموالك إذا لم يعترف السوق أبداً بقيمة الأسهم التي استثمرت فيها. من المهم أيضاً ملاحظة أنه قد يكون من الصعب معرفة الأسهم المقومة بأقل من قيمتها في أسواق اليوم سريعة التغير . لذلك، من الأهمية بمكان إجراء بحث مناسب لتحديد الشركات المناسبة لهذا الاستثمار، والالتزام بخطة طويلة الأجل.إذا كان هذا يبدو مرهقاً وشاقاً بالنسبة لك، فمن الأفضل أن تدرس الاستثمار في الصناديق المشتركة التي تتبع استراتيجية الاستثمار في القيمة. إذا كان أفقك الزمني للاستثمار يتطابق مع خريطة نمو هذه الصناديق، فقد توفر لك هذه الصناديق فرصاً استثمارية رائعة. تمتلك سيتي عدداً من "صناديق القيمة" التي تساعدك على بدء رحلتك في عالم استثمار القيمة. اتخذ الخطوة الأولى بالتحدث إلى مدير حسابك اليوم.