يُعد روميرو بريتو، الرسام والنحات ومؤسس حركة الفن السعيد، واحدًا من أشهر مبدعي الفنون البصرية في العالم. ولد روميرو في البرازيل ونشأ في ميامي، وهناك ابتكر لغة مرئية فريدة تمتزج فيها مشاعر الحب والأمل والسعادة وتتخطى بها الحواجز الثقافية، لتشكل بذلك مصدر إلهام لملايين من الناس حول العالم.
انطلاقًا من نظرته المتفائلة للعالم، ابتكر بريتو لونًا فنيًا جذابًا نابضًا بالحياة وجريءًا وزاخرًا بالألوان المبهجة، وربما الأهم من ذلك أنه يتلاقي عن قرب مع التفاصيل اليومية لحياة الناس، ما جعل أعماله جديرة بالعرض في أفضل الصالات الفنية والمتاحف في أكثر من 100 دولة، بما في ذلك متحف اللوفر في فرنسا.
وإلى جانب صالات العرض والمتاحف التقليدية، يشتهر روميرو أيضا ببراعته الفريدة في تصميم وإنشاء أعمال فنية خاصة وعامة لأشهر الفعاليات والمناسبات العالمية، ومن أبرزها أكبر تمثال ضخم في تاريخ هايد بارك في لندن، وحفل افتتاح بطولة السوبر بول بالتعاون مع سيرك دو سوليه. بالإضافة إلى ذلك، عمل روميرو كفنان رسمي لكأس العالم 2010، وسفيرا لدى كأس العالم لكرة القدم 2014 في البرازيل، وحامل الشعلة الفخرية لدورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016. يعتبر روميرو الفنان الأكثر منحًا لحقوق استغلال أعماله الفنية في التاريخ، حيث كان أسلوبه اللافت للنظر في الفنون البصرية محط اهتمام وجذب للعديد من العلامات التجارية العالمية مثل سيتي، وويلسون، وبوما، وبنتلي، وبيبسي، وكوكا كولا، وأبسلوت، ووالت ديزني، وكرنفال كروز، ويونيفرسال بيكتشرز، وإيفيان، وهوبلو، ورويال كاريبيان، وهاسبرو وماتيل، على سبيل المثال لا الحصر.
وعلى الرغم من ولعه الشديد بالإبداع، كان روميرو حريصًا في معظم أعماله على الالتصاق بقضايا مجتمعه، فهو من أشد المؤمنين بدور الفنان في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع والتعبير عن رأيه في القضايا المجتمعية. كما أنه من أبرز الناشطين في المنظمات الخيرية، حيث تبرع بوقته وموارده وفنه لأكثر من 250 منظمة خيرية في جميع أنحاء العالم. وإلى جانب اختياره كمتحدث عن الفنون في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، كان روميرو واحدًا من الرعاة المتطوعين للنسخة الافتتاحية من برنامج هارفارد الدولي للتفاوض، ويحمل عضوية العديد من المجالس، أبرزها "بست باديز انترناشيونال " (Best Buddies International)، ومستشفى سانت جود لأبحاث الأطفال، وجمعية صاحب السمو الملكي أمير ويلز الخيرية، وصندوق الأمير تشارلز الخيري بالولايات المتحدة الأمريكية.
منذ أيامه الأولى في الرسم على قصاصات الورق والكرتون وأي وسائط أخرى يمكن أن يضع عليها لمساته الفنية، تمثلت رسالة روميرو بريتو في مشاركة الحب والسعادة والتفاؤل من خلال فنه وألوانه الفريدة. وقد دفعه شغفه بالفنون إلى تأسيس حركة "الفن السعيد " (Happy Art) التي تجاوزت حدود عالم الفن لتتحول الآن من مجرد حركة إلى أسلوب حياة. تقوم فكرة هذه الحركة على التقاط الجمال والسعادة في الأشياء والتجارب التي تبدو عادية، على أمل إلهام الآخرين لفعل الشيء نفسه. ومن غير المستغرب أن تشاهد بريتو وهو يرتدي نظارات ذات ألوان زاهية، مما يشير بلا شك إلى الطريقة التي ينظر بها إلى العالم.