يحتفل المسلمون في كل مكان بعيد الفطر بعد صيام طويل خلال شهر رمضان المبارك. يعتمد التاريخ الدقيق للاحتفال بعيد الفطر على التقويم الإسلامي الذي يختلف وفقًا لرؤية الهلال الجديد.

يرتبط عيد الفطر بشعائر معينة مثل الصلاة وغيرها من الطقوس الإسلامية الأخرى مثل الزكاة، ولكن هذا ليس كل شيء. فعلى الرغم من أن هذا الحدث هو في الأساس عطلة دينية، إلا أنه غالبًا ما يكون مناسبة للتجمعات والأنشطة الاجتماعية مع العائلة والأصدقاء والجيران. ولكن يبدو أن هذه المناسبة ستتخذ شكلا جديدًا هذا العام لا سيما في ظل القيود المفروضة على التجمعات الكبيرة بسبب الجائحة العالمية. يتم الاحتفال بعيد الفطر في جميع أنحاء العالم في أجواء نابضة بالحياة و طقوس مميزة لكل منطقة. فما رأيكم أن نقوم برحلة عبر القارات - من جنوب آسيا إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - لنلقي نظرة على بعض التقاليد المحلية المرتبطة بالاحتفال.

العيدية

تبرز مظاهر المحبة والمودة في عيد الفطر، حيث يرسل الجميع الطعام للأصدقاء والعائلة. وفي الإمارات العربية المتحدة والخليج، يعد العيد أيضًا وقتًا مميزًا للأطفال، حيث يقدم الآباء والكبار مبالغ صغيرة من المال للأطفال الصغار كعيدية. لا يقتصر التقليد على أفراد الأسرة، حيث يمكن للجميع المشاركة فيه. يتحدث المقيمون منذ فترة طويلة في الإمارات عن كيف أن كل من التقوا بهم أعطوهم عيدية، غالبًا في مظاريف مزينة بشكل جميل.

في السنوات الأخيرة، أصبحت العيدية وسيلة لغرس الشعور بالمسؤولية حول المال، على الرغم من أن بعض العائلات تفضل تقديم هدايا مثل الأدوات أو الألعاب بدلاً من ذلك. إذا كانت عائلتك لا تعيش معك، أو لا يمكنك الالتقاء بهم هذا العام، ففكر في تحويل الأموال إلى حساباتهم المصرفية بدلاً من ذلك.

ليلة القمر

في الهند وباكستان وأجزاء أخرى من جنوب آسيا، تبدأ الاحتفالات مباشرة بعد آخر يوم من شهر رمضان. في ليلة القمر، تتوجه النساء والفتيات إلى الأسواق المحلية والبازارات بعد الإفطار الأخير من أجل التحضير لاحتفالات الأيام التالية، وهو ما يضفي أجواء من الإثارة والفرح على المشهد العام. تظل المتاجر مفتوحة حتى الساعات الأولى من اليوم الجديد، حيث تتسوق النساء المجوهرات والأساور الملونة، بينما يتوقفن لرسم أيديهن وأقدامهن بتصميمات الحناء الجذابة.

هنا في الإمارات، يتجه الوافدون عادةً إلى مراكز التسوق كمظهر من مظاهر الاحتفالات. لكن في ظل التوجيهات الرسمية التي توصي بالبقاء في المنزل هذا العام، فمن الأفضل إقامة حفلة للتسوق ونقش الحناء عبر الإنترنت عبر أحد تطبيقات الاتصال الجماعي العديدة والمتاحة الآن في الدولة. يمكن للنساء والفتيات مشاركة طقوس نقش الحنة مع بعضهن البعض، ولكن مع بعض التخطيط المسبق مثلا من خلال التنبيه على الجميع بخلط الحناء مسبقًا وجعلها جاهزة في الوقت المناسب (وربما أيضًا إرسال التعليمات مسبقًا). وسيضمن هذا متعة خالية من الإجهاد للجميع وذكريات جماعية تدوم لسنوات قادمة.

الحلويات

في بعض أجزاء الشرق الأوسط وأفريقيا، يُعرف عيد الفطر باسم عيد السكر - على عكس طبيعة الطعام في عيد الأضحى (حيث تكون أطباق اللحم البقري أو لحم الضأن هي الأبرز). لكل بلد أصناف خاثة من الحلويات في العيد. في مصر، مثلا، قد يبدأ اليوم بما يسمى عندهم بسكويت الكحك أو بسكويت الزبدة المغطى بالسكر البودرة أو المحشو بالعسل. في السودان المجاور، من الشائع تحضير وتقديم البيتيفور، وهي مجموعة من الأصناف المخبوزة مثل البسكويت، والماكرون، وكعك المرينغ. فيما يصنع الصوماليون حلوى متبلة من دقيق الذرة والسكر تسمى "اكسلواد"، بينما يتبع المغاربة طريقة أخرى من خلال مزج الفاكهة في الطواجن للحصول على نكهة حلوة نهائية.

ربما تكون إحدى الطرق الجيدة للاحتفال بالعيد هذا العام هي أن تجرب صناعة هذه الأصناف في المنزل بنفسك. معظمنا يميل إلى الطبخ هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى؛ فلماذا لا نستخدم هذه المهارات الجديدة بشكل جيد؟