قضينا جميعًا أوقاتًا أطول من أي وقت مضى في المنزل خلال الأشهر الأخيرة، ولا بد أننا عشنا أيضًا وقتًا أكبر من حياتنا على الإنترنت. في أكتوبر، كشفت دراسة استقصائية أجريت في العديد من البلدان أن جائحة كوفيد-19 كان لها بالغ الأثر في تغيير نمط استخدامنا للتجارة الإلكترونية والتطبيقات الرقمية. لا يقتصر الأمر على أننا نتجه بشكل متزايد إلى الإنترنت للحصول على الأخبار والمعلومات المتعلقة بالصحة والترفيه، بل نعتمد أيضًا على الإنترنت لشراء كل شيء تقريبًا من البقالة والأدوية إلى الإلكترونيات وحتى المواد التعليمية، وذلك بفضل الانتشار الطاغي للإنترنت بين الناس، وانخفاض أسعار منتجات المتاجر الإلكترونية عن مثيلاتها في الأسواق العادية، وتعدد الخيارات المطروحة، فضلا عن مستوى الراحة الذي يوفره التسوق الإلكتروني.

يتسوق المستهلكون في الإمارات عبر الإنترنت أكثر مما كانوا يفعلون قبل تفشي الجائحة، لكن نمو حجم التعاملات عبر الإنترنت قد صاحبه أيضًا ارتفاعًا مماثلًا في عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، مثل انتحال الهوية والتصيد الاحتيالي وسرقة الحسابات، وهو ما دفع سلطات الشرطة في جميع أنحاء الإمارات إلى التحذير مرارًا وتكرارًا من تصاعد الجرائم الإلكترونية هذا العام. كما أطلق اتحاد المصارف الإماراتية حملةً لزيادة الوعي بعادات التسوق الأكثر أمانًا والترويج لها.

ومن المنطقي في ظل هذه الحقائق المقلقة، أن تتذكر بعض النصائح القيّمة لحماية نفسك وهويتك وأموالك.

التزم بالعلامات التجارية المعروفة

من بين الممارسات الصائبة التي يمكن أن تتبعها عند التسوق عبر الإنترنت هي أن تشتري من العلامات التجارية الشهيرة والمألوفة لعامة الناس. وبالطبع لا تقتصر مزايا هذه المواقع على ما توفره من معلومات واضحة وشفافة حول سياسات التسعير والجودة والمرتجعات، ذلك أن العلامات التجارية المعروفة عادة ما تتخذ تدابير أمنية قوية لتجنب الضرر الكبير الذي قد يلحق بسمعتها حال تعرضها لعمليات الاختراق الإلكتروني.

تحقق من تقييمات الناس للعلامة التجارية

جميعنا يتطلع إلى اقتناء الأشياء العصرية الجديدة، ولكن ما رأيك قبل الشراء من بائع جديد، أن تكتب اسمه في محرك جوجل متبوعًا بكلمة "التقييمات والآراء" أو "احتيال"، وسترشدك تجربة المشترين الآخرين بسرعة إلى ما إذا كانت منتجات البائع تستحق المال الذي ستدفعه أو نوع المخاطرة التي قد تتعرض لها من خلال دعم منتج غير معروف - وإن كان شائعًا. ابحث عن التقييمات والآراء الموثوقة، وتذكر أن وجود عدد قليل من التقييمات أو عدم وجودها لا يعني سوى أن عليك الابتعاد على الفور.

تحقق من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالعلامة التجارية

هناك طريقة سريعة للتحقق من شركة ما، وهي التحقق عن كثب من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي بعيدًا عن شريط الأخبار الذي يظهر به الإعلان. بدلا عن ذلك، انقر على اسم الناشر وشاهد المكان الذي يتم توجيهك إليه، ومتى تم إنشاء الصفحة، وما إذا كانت قد تم التحقق منها بواسطة شبكة التواصل الاجتماعي، والمدة التي قضتها في العمل. إنها أيضًا طريقة جيدة لمعرفة آراء العملاء وتوقعاتهم.

افحص عنوان الإنترنت (URL) الخاص بالموقع بعناية

على الرغم من أنك غالبًا ما ستكون أكثر أمانًا عند التعامل مع علامة تجارية معروفة، لكن شعبية هذه الشركات قد تجعلها أيضًا هدفًا جذابًا للمتسللين عبر الإنترنت، الذين يصممون مواقع ويب مزيفة وذات مظهر احترافي لجذب المستهلكين بسهولة. تُظهر الأبحاث أن مثل هذه المواقع تنجح بنسبة 45 بالمائة في إقناع المستخدمين بالإفصاح عن بياناتهم. كمستهلك، يمكنك حماية نفسك عن طريق التحقق من عنوان الإنترنت (URL) الخاص بالموقع قبل إجراء عملية الشراء. من المحتمل أن يكون العنوان مزيفًا إذا كان عنوان الإنترنت (URL) يحتوي على خطأ إملائي في اسم الشركة، أو إذا كان يحتوي على عدد مفرط من الأحرف الإضافية مثل الشرطات أو الأرقام الغريبة، أو إذا تم اختصاره.

أعد التحقق من عنوان البريد الإلكتروني

ألق نظرة فاحصة على أي عروض يتم إرسالها إليك عبر البريد الإلكتروني، خاصة وأن قرصنة البريد الإلكتروني باتت من بين أكبر التهديدات التي برزت خلال جائحة فيروس كورونا، وحتى أفضل مزودي خدمة البريد الإلكتروني قد يفوتهم فحص رسائل البريد العشوائي أو بريد التصيد الاحتيالي. لذا، تحقق بعناية من عنوان البريد الإلكتروني، ومن أسماء نطاقات مواقع الويب غير المعتادة. وكإجراء احترازي إضافي، انتقل مباشرة إلى موقع الشركة على الويب بدلاً من النقر على الرابط المرفق في البريد الإلكتروني، وتحقق مما إذا كان العرض منشورًا على موقعها (إذا كنت ترد على بريد إلكتروني لعضوية الشخصيات الهامة، فقم بتسجيل الدخول إلى قسم الأعضاء). إذا لم تجد أي إشارة إلى العرض في الموقع، فقد يكون البريد الإلكتروني احتياليًا.

استخدم خدمة طرف ثالث

إذا ساورتك بعض الشكوك، فقم بقص عنوان الإنترنت (URL) لموقع الويب بالكامل ولصقه في موقع على الإنترنت مثل خدمة التصفح الآمن من جوجل لمعرفة ما إذا كان حقيقيًا أم لا. ستنبهك أيضًا معظم برامج مكافحة الفيروسات الحديثة ومتصفحات الويب إلى مواقع قد تكون غير آمنة.

هل الاتصال مشفر؟

هناك عدة طرق للتحقق من بيانات اعتماد الموقع. إذا كان عنوان الإنترنت (URL) يبدأ بـ "https" بدلاً من "http" فقط، ويمكنك رؤية قفل بجواره، فهذه إشارة جيدة إلى أن أي معلومات يتم إدخالها في الموقع محمية بشهادة طبقة المقابس الآمنة (SSL certificate)، فبدون هذه الشهادة، يمكن للمتسللين اختراق الموقع بسهولة. ثانيًا، تحقق من ختم الثقة الخاص بالموقع - هل يعرض بشكل بارز علامة "آمن" أو "تم التحقق منه"؟ انتقل إلى موقع الشركة على الويب وتحقق من صحة الشارة.

هل طُلب منك الإفصاح عن رمز التحقق المصرفي؟

بمجرد أن تتحقق من سلامة الموقع وتقرر أنك مستعد للدفع مقابل الشراء، يجب أن تتم مطالبتك باجتياز مستوى إضافي من الإجراءات الأمنية لإتمام عملية الدفع - وهي عملية تسمى التفويض الثنائي. إلى جانب إدخال رمز التحقق المدون على بطاقة الائتمان أو السحب الخاصة بك، قد يكون هذا المستوى الثاني عبارة عن رمز بسيط يتم إرساله عبر الرسائل القصيرة إلى رقم هاتفك المحول المسجل (والمعتمد!)، أو يتطلب تسجيل الدخول إلى تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول، أو فحص بصمة الإصبع أو الإجابة عن سؤال أمني.

احذر من شبكات الواي فاي (Wi-Fi) العامة

اعتدنا على استخدام شبكة الواي فاي في كل مكان نذهب إليه، حتى في المطاعم والفنادق ومراكز التسوق والأماكن العامة. لكن هذه الوسيلة التي توفر اتصالًا فوريًا بالإنترنت تنطوي على عدد كبير من المخاطر. غالبًا ما تكون شبكات الواي فاي العامة محمية بشكل غير كافٍ ويسهل اختراقها، وهذا يعني أن بياناتك قد تتعرض للسرقة من قبل متسلل يعمل عبر نفس الشبكة - غالبًا في بلد آخر - أو قد تتم إعادة توجيهك إلى موقع ويب ضار يشبه الموقع الذي تحاول الوصول إليه تمامًا. كقاعدة عامة، قم بتبديل الاتصال بالإنترنت إلى مزود البيانات الخاص بك عند الدفع أو التعامل المصرفي عبر الإنترنت في الأماكن العامة.

لا تنجذب إلى العروض الترويجية

إذا عُرضت عليك سلعة بسعر لا يصدق أو طُلب منك التعامل في صفقة سرية أو تم إخبارك أن الشركة بصدد تصفية أعمالها - وهي مزاعم شائعة وتبدو مقبولة للغاية في ظل جائحة فيروس كورونا – فلا يسعك سوى التشكك حيال الأمر. إذا كانت العلامة التجارية ذات سمعة طيبة وموثوقة، فقد يكون العرض صحيحًا - ولكن من المحتمل أنك سمعت عنه بطرق أخرى. من ناحية أخرى، إذا كان سعر العرض لا يبدو كافيًا لتغطية الشحن والتسليم، على سبيل المثال، فقد تعرض نفسك لخيبة الأمل. عادة ما تثور شبهة الاحتيال في العروض التي تبدو جذابة لدرجة يصعب عليك تصديقها.

لا تنس مشاركة هذه المقالة لحماية أحبائك من الاحتيال عند التسوق عبر الإنترنت.